سعيد بن مروان، ترجم الحميدي وابن سعيد له تحت اسم " سعيد بن عثمان ابن مروان " الملقب بالبلينة؟ والبلينة حوت كبير يعرف بدابة البحر؟ وكان من نبهاء المروانيين ومتقدمي شعرائهم، أدرك العامرية وله مدائح في المنصور ابن أبي عامر، منها قصيدة مطلعها:

ذكر العقيق ومنزلاً بالأبرق ... فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي وأبيات المديح فيها جيدة. ثم إن المنصور تغير عليه لكللام بلغه عنه، فدخل سعيد والمجلس غاص وأنشده:

مولاي مولاي أما آن أن ... تريحني بالله من هجركا

وكيف بالهجر وأنى به ... ولم أزل أسبح في بحركا يشير إلى أنه " بلينة "؟ فيما يبدو؟ فضحك ابن أبي عامر، على ما كان يظهر من الوقار وقام وعانقه، وعفا عنه، وتذكر المنصور يوم السبت 12 رمضان 381 قصيدة سعيد القافية فيه، أو ذكرت له، فاستأنف استحسانه لها، وأمر له بثلاثمائة دينار (انظر الجذوة: 214 وبغية الملتمس رقم: 807 واليتيمة 2: 54 والمغرب 1: 192 والنفح 3: 591) .

سعيد بن الفرج الرشاش أبو عثمان:

(545، 560، 575)

من أوائل العلماء الحافظين للغة العالمين بالشعر، حتى قبل كان يحفظ أربعة آلاف أرجوزة، ضرب به المثل في الفصاحة فكان يقال: " أفصح من الرشاش " وإن جرى في كلامه مجرى التقعر. لحقته سعاية عند نصر الخصي حاجب الأمير عبد الرحمن فأمر بضربه، وغادر الأندلس فحج ودخل بغداد، ثم عاد إلى مصر فسكنها ثم انتقل إلى القيروان حتى إذا بلغه أن عبد الرحمن بن الحكم ولي سلطنة الأندلس وفد عليه فقربه وأكثر الرشاش من مدحه، وكان يهاجي ابن الشمر شاعر الأمير عبد الرحمن كما كان بينه وبين جاره عبد الله بن حسين بن عاصم (ستأتي ترجمته) مهاجاة ومخاصمة، ومن شعر سعيد فيه:

قد قيل مجنون بني عامر ... وأنت مجنون بني عاصم ووصفه الحجاري بميله إلى التندر ولعل التقعر هو الذي كسب له هذه الشهرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015