وهو مؤرخ لا يتعفف كثيراً حين يثلب؛ وقد ضاع الجانب الإيجابي مما نقدر أنه قاله في ابن الكتاني بضياع معظم الأجزاء من كتبه؛ وأما هذه الرسالة وما فيها من تفاخر توحي بأنها كتبت لتعبر عن الجانب الهزلي لدى الرجل، ويجب أن تؤخذ مأخذ الفكاهة، ولا تحمل على محمل الجد] .

[ولكل هذه الأسباب يظل ابن الكتاني تاجر الرقيق هو نفسه مؤلف كتاب التشبيهات، وفي ما أورده ابن بسام توضيح لجانب لم يكن معروفاً دلينا من شخصيته] (?)

3 -؟ كتاب ابن الكتاني [عرض وتقييم]

لعل مقطع القول في تبيان قيمة هذا الكتاب أنه أوفى مجموعة شعرية وصلتنا تمثل عصر بني أمية والعامريين حتى أواخر الفتنة البربرية في تاريخ الأدب الأندلسي، فهذه الفترة لم تصلنا دواوين شعرائها وكل ما نملكه من الشعر الأندلسي الذي يمثلها قطع مبثوثة في كتب التاريخ والتراجم، وقطعة لعدد من الشعراء أوردها الثعالبي في اليتيمة، فهو على أنه نماذج مختارة في موضوعات مختلفة يسعف على معاودة النظر في شعر ذلك العصر، ويصحح كثيراً من الأحكام التي أجراها عليه الدارسون، ويوسع من حدود المجال الشعري والفني في تلك الفترة.

وقد قسم الكتاب على ستة وستين باباً تناول كل باب موضوعاً، فأول الأبواب يحتوي نماذج من التشبيهات في السماء والنجوم والقمرين والثاني في انبلاج الصبح والثالث في البرق والرعد، وهكذا تستمر الأبواب حتى نهاية الثاني عشر في إيراد الصور المتصلة بالطبيعة ومظاهرها المتنوعة؛ وبالثالث عشر يبدأ باب في الخمر، وفي هذا الموضوع أبواب ثلاثة. ثم يبدأ السادس عشر بالقيان والغنين وتأتي أبواب في أدوات الغناء وفي مادة الغناء، أي الشعر، وبذلك ينتهي الجزء الأول وفيه؟ كما ترى؟ ترتيب متعمد، لموضوعات ذات علاقة فيما بينها متدرجة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015