بذلك موحدون، وأن من خالفهم في ذلك فقد خالفهم في التوحيد، هي من (?) أعظم أصول أهل الشرك والإلحاد والتي أفسدوا بها التوحيد الذي (?) بعث الله به رسله وأنزل به كتبه، وإن كان هذا الأصل المحدث (?) قد زين لهؤلاء ولغيرهم من أهل القبلة المسلمين وظنوا أنهم بذلك موحدون (?) ومحسنون حتى سموا أنفسهم بذلك موحدين دون غيرهم ممن هو أحق بتوحيد الله منهم، وحتى كفروا وعادوا المسلمين أهل التوحيد حقًّا، وكانوا على الأمة أضر من الخوارج المارقين الذين يقتلون أهل الإِسلام ويدعون أهل الأوثان، وهؤلاء الكلابية والأشعرية إنما أخذوه عن المعتزلة والجهمية ولم يوافقوهم عليه كله، بل وافقوهم في بعض دون بعض، وهذا هو أصل جهم الذي أسس عليه ضلالته (?).
وهؤلاء يفسرون التوحيد واسم الله الواحد في أصول دينهم بثلاثة معان (?)، وليس في شيء (?) منها التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه ثم يختلفون في تحقيق تلك المعاني اختلافًا عظيمًا، فيقولون (?) في اسم الله الواحد، الواحد له ثلاثة (?) معان: