التسعينيه (صفحة 675)

خلاف ما في قلوبهم، وقد أخبر الله في كتابه أنهم ليسوا بمكذبين بما علموه، أي: مكذبين بقلوبهم وإن لم يكونوا مؤمنين مقرين مصدقين إذ (?) العبد يخلو في الشيء الواحد عن التصديق والتكذيب، والكفر أعم من التكذيب، فكل من كذب الرسول كافر وليس كل كافر مكذبًا، بل من يعلم (?) صدقه ويقر به، وهو مع ذلك يبغضه أو يعاديه كافر (?)، ومن (?) أعرض فليس (?) يعتقد لا صدقه ولا كذبه كافر، وليس بمكذب، وكذلك العالم بالشيء قد يخلو عن التكذيب به (?) عن التصديق به الَّذي هو مستلزم لعمل القلب، وإن لم يخل (?) عن التصديق الَّذي هو مجرد علم القلب. فأما أن يقوم بالقلب تصديق قولي غير العلم فهذا الَّذي ادعاه هؤلاء الشذاذ عن الجماعة، وهو مورد النزاع.

ولهذا قال الجنيد بن محمد (?): "التوحيد قول القلب، والتوكل عمل القلب" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015