التسعينيه (صفحة 447)

فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد النَّاس تعظيمًا لله، ولا يعلم أنهم إنَّما يقودون بقولهم (?) إلى ضلالة وكفر.

وقال (?) -بعد ذلك-: (بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله كم موسى [صَلَّى الله على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء] (?).

قلنا: لم (?) أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، إنَّما كون شيئًا فعبر عن الله، وخلق صوتًا فأسمع، وزعموا أن الكلام لا يكون إلّا من جوف وفم ولسان وشفتين. فقلنا: هل يجوز لمكون أو لغيره (?) أن يقول: {يَامُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} (?)، أو {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (?)؛ فمن زعم ذلك فقد زعم أن غير الله أدعى لربوبيته، ولو كان (?) كما زعم الجهمي (?) أن الله كون شيئًا كان يقول ذلك المكون: يا موسى إن الله (?) رب العالمين، لا يجوز أن يقول: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (?) وقد قال الله جل ثناؤه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015