{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (قرآن كريم)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*)
قال إلإمام الحافظ زكى الدين عبد العظيم بن عبد القوى المنذري رحمه الله تعالى:
الحمد لله المبدئ المعيد (?)، الغنىّ الحميد، ذو العفو الواسع والعقاب الشديد، من هداه فهو السعيد السديد (?) ومن أضله فهو الطريد البعيد (?)، ومن أرشده إلى سبيل النجاة ووفقه فهو الرشيد كلّ الرشيد، يعلم ما ظهر وما بطن، وما خفى وما علن (?)، وما هجن (?) وما كمل، وهو أقرب إلى كل مريد من حبل الوريد (?)، قسم الخلق قسمين، وجعل لهم منزلتين، فريق في الجنة وفريق في السعير، إن ربك فعّال لما يريد، ورغب في ثوابه، ورهب (?) من عقابه، ولله الحجة البالغة، ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد. أحمده وهو أهل الحمد والتحميد، وأشكره والشكر لديه من أسباب المزيد (?)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العرش المجيد، والبطش (?) الشديد، شهادة كافلة لى عنده بأعلى درجات أولى التوحيد، في دار القرار (?) والتأييد. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير (?) النذير، أشرف من أظلت السماء وأقلّت البيد (?) صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وعلى آله وأصحابه أولى (?) المعونة على الطاعة والتأييد، صلاة دائمة في كل حين تنمو وتزيد، ولاتنفد (?) مادامت الدنيا والآخرة ولا تبيد.
خطبة المؤلف
أما بعد: فلما وفقنى الله سبحانه وتعالى لإملاء كتاب مختصر أبى داود، وإملاء كتاب الخلافيات، ومذاهب السلف، وذلك من فضل الله علينا وسعة منه. سألنى بعض الطلبة أولى