...
خصائص أساليب التربية الإسلامية وطرق التدريس:
بعد أن استعرضنا في الفصل السابق أهم أساليب التربية الإسلامية، ثم طرق تدريسها في هذا الفصل، نورد فيما يلي أهم خصائصها:
1- التدرج في التعليم:
من الأهمية بمكان التدرج في استخدام أساليب, وطرق تدريس التربية الإسلامية بما يتناسب مع إدراك المتعلم, ومستواه الفكري, ومقومات شخصيته، حيث يتدرج المعلم في تناولها من السهل إلى الصعب، ويكرر القرآن الكريم خاصية التدرج في الكثير من آياته، فقد عالج الإسلام الكثير من آفات المجتمع بالدعوة ثم بالتشريع, حتى يتهيأ الإنسان لما يلقى عليه من الأوامر والنواهي.
ولنضرب مثلا لذلك، إننا بتتبع "قصة تحريم الخمر في الإسلام بالدعوة أولا، وبالتدرج في التشريع ثانيا، يتبين لنا أسلوب الإسلام في التوصل إلى أغراضه خطوة خطوة"1. حيث كانت أول إشارة لتحريم الخمر قوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} 2, ثم قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} 3, ثم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} 4, ثم جاء التحريم القاطع في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 5.
وبذلك استطاع القرآن علاج هذه الآفة الخطيرة في المجتمع من خلال التدرج من مرحلة التوجيه إلى الإقناع الوجداني والعقلي إلى مرحلة النهي والتحريم الكامل.
وفي الحديث الشريف استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الطريقة في تربية المسلمين, فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كنا نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر فلا نجاوزها إلى العشر الأخر حتى نعلم ما فيها من العلم والعمل".