وفي القصص الديني يبين المعلم لتلاميذه أحوال السالكين والناكبين، وتحوي أحوال السالكين قصص الأنبياء والأولياء، كقصة آدم ونوح وإبراهيم وعيسى، أما أحوال الناكبين والجاحدين فهي قصص فرعون وقارون وعاد وثمود وكفار مكة وعبدة الأصنام وغيرهم. والقرآن الكريم يجمل أو يفصل هذه القصص وفقا للعبرة المقصودة والدروس المستفادة.

وكان أحد أغراض القصة القرآنية1 إثبات الوحي والرسالة وتحقيق القناعة بأن محمدا صلى الله عليه وسلم وهو الأمي الذي لا يقرأ يتلوا على قومه هذه القصص من كلام ربه، فلا يشك عاقل في أنها وحي من الله، وأن محمدا رسول الله يبلغ رسالة خالقه. ومن أغراض القصة القرآنية بيان أن الدين كله من عند الله, وأن الله ينصر رسله والذين آمنوا, وينجيهم من الكروب والشرور من عهد آدم ونوح إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم، وأن المؤمنين كلهم أمة واحدة, والله الواحد رب الجميع، وكان من أغراض القصة القرآنية أيضا شد أزر المسلمين وتسليتهم عما يقابلون من المصائب والهموم، وتثبيت رسول الله ومن اتبعه من أمته وموعظة وذكرى للمؤمنين، وتنبيه الناس إلى خطر غواية الشيطان2، وتجسيد العداوة الخالدة بينه وبين الناس، ومن الأغراض التربوية للقصص بيان قدرة الله تعالى, ومثل ذلك قصة الذي أماته الله مائة عام, ثم بعثه3.

والسنة النبوية تشمل كثيرا من القصص التي يمكن استخدامها كمواقف تربوية ذات تأثير كبير في التعليم، والأهداف في القصص النبوي تتميز بالتفصيل والتخصيص، فهناك أهداف أصلية وأخرى فرعية وأخلاقية مثل بيان أهمية إخلاص العمل الصالح لله والتوسل به إلى الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015