الفرد والجماعة والإنسانية، وقيام الإنسان بمهامه المختلفة لعمارة الكون وفق منهج الله، ومفهوم العبادة في الإسلام مفهوم شامل جامع لا يقتصر على أداء الفرائض التعبدية فحسب, بل يشمل أيضًا نشاط الإنسان كله من فكر واعتقاد وتصور وعمل ما دام الإنسان يبتغي وجه الله بهذا النشاط, ويلتزم فيه شريعته ومنهجه.
إن مادة التربية الإسلامية هي صمام الأمن للأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها، وقد عني بها القرآن الكريم والسنة الشريفة، وبالتالى فهي جزء لا يتجزأ من عموم الشريعة السمحة. وللتربية الإسلامية دور مهم يعود على الأسرة والمجتمع بالاستقرار والسعادة. لذا يجب أن تقوم سياسة التربية الإسلامية على أسس عقائدية مستعدة من الشريعة الإسلامية مع الأخذ في الاعتبار احترام الإسلام للعقل والفكر ووقوفه مع العلم النافع وتوجيه الإنسان لتسخير الكون لمصلحة البشر وتقدمه وفق منهج الله.
إن التعليم من أفضل الأعمال التي يؤيدها الإنسان، ولا يوجد دين حث على طلب العلم ونشره بين الناس وجعله أمرًا واجبًا على كل مسلم ومسلمة كالدين الإسلامي. وقد جعل الإسلام للمعلم مكانة سامية ودعا إلى احترامه وتقديره، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يفعل، وأن العالم ليستغفر له من السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء". رواه أبو داود والترمذي.
ويعد المعلم إحدى الركائز الأساسية في عملية التربية والتعليم، وذلك لأنه العامل الأساسي في إنجاح وتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية. وانطلاقًا من ذلك الدور الذي يقع على عاتق المعلم فقد تزايد الاهتمام بإعداده وتطوير مستوى أدائه والارتقاء به أكاديميًا ومهنيًا. وأصبحت مهمة إعداده وتأهيبه مطلبًا أساسيًا وتعليميًا في شتى أنحاء العالم. إن الهدف الأساسي من عملية إعداد المعلم هو تمكينه من معرفة