تعني وسائط التربية الإسلامية الوسط الذي يعيش فيه المسلم, حيث يتأثر بعوامل تواجه تفكيره وميوله, وتشكل عاداته وتقاليده التي يمارسها تلقائيا، وهذه العوامل ترسم الملامح الأساسية لتربية الفرد، وأهم هذه الوسائط ما يلي:
1- البيت:
يعتبر البيت الوسط الأول الذي يتلقف الإنسانَ منذ مولده, فإذا كان هذا البيت صحيا, وخصبا, ومطبقا لشريعة الله, ومهتما بالتغذية الصحية والتغذية الإسلامية للناشئ, ومسيطرا على المصادر الصحيحة التي تتم عن طريقها هذه التغذية, نبت الفرد نباتًا حسنا, واستعد استعدادا طيبا لمواجهة ظروف الحياة المتغيرة صحيا وروحيا, وتمكن من التغلب على مشكلات ومصاعب الحياة. وهنا يبرز دور الأب والأم, فإذا كانا صالحين, وقدوة حسنة, وتعهداه بالرعاية والتوجيه السليم, وغرسا في نفسه المثل العليا والمبادئ الرفيعة والخصال الحميدة وعمل الخير والابتعاد عن الشر واتباع منهج الله, حذا الابن حذوهما, واقتدى بهما, وسلك سلوكا طيبا, وتأصلت في نفسه نوازع الخير.
وإذا أحسن تربية الأخوة والأخوات كانوا مكملين لدور الأب والأم, وواصلوا القيم والآداب التي غرسها الآباء فيهم, وأسهموا إسهاما فعالا في التربية، وكانوا مثالا يحتذى في المروءة والصدق والأمانة وسائر الخلال الطيبة والصفات الكريمة، كل هذا ينعكس على نفس الصغير, وينطبع في ذهنه, فيتأسى بهم ويتحلى بخصالهم الطيبة وأخلاقهم الحميدة.
2- المدرسة:
في الحياة المعاصرة تعد المدرسة وسطا أكبر من البيت, بعد أن تخفف البيت من وظيفة التربية؛ لانشغال الآباء وبعض الأمهات بالعمل، فألقوا بمعظم المسئولية على المدرسة, وركنوا إليها في إدارة العملية التربوية، فتحملت العبء الأكبر، والتلميذ يقضي سحابة نهاره في المدرسة وسط جمع من الأقران من مختلف البيئات والطبقات، يتباينون في السلوك ويفترقون في الأفكار والآراء, ويختلفون في الطباع والأخلاق، ويخضع