كل شيء وفي كل أمور وشئون الحياة. وحيث إن الحياة المعاصرة زاخرة بالاختراعات والمستحدثات العلمية التي يستخدمها الإنسان كان التركيز على هذا الجانب الاعتدالي كي يعرف المسلم أن الإسلام دين الفطرة وأنه لا يتعارض مع رغبات الناس في استخدام المختراعات العلمية طالما أن ذلك يتفق مع الدين ... ولا ريب أن اتصال العقيدة الإسلامية بمناحي الحياة اليومية هو السبيل الواضح والوحيد لتحقيق التوازن في الحياة.
ثم نأتي إلى الجانب الروحي الذي يعني بتطبيق القيم الإسلامية الرفيعة مثل المودة والتعاطف والتآخي والتكافل والإيثار وإنكار الذات. ويشكل الجانب الروحي رباطًا قويًّا يجمع المسلمين على الحب والإخلاص، وأن فهم وتطبيق هذا الجانب صمام أمن للفرد والمجتمع. كما أن التركيز على جانب الروح يولد في المسلمين ولاء وإخلاصًا لعقيدة التوحيد ويحميهم من الوهن والتفكك وينأى بهم عن مهاوي العصب المقيت.
ويختص الجانب الخامس بتكوين العادات، وهي إما أن تكون فضائل أو رذائل. والحياة تحوي مجموعة من العادات العملية والانفعالية والفكرية التي قد تجلب لنا السعادة والخير أو الشقاء والضرر. وتعتبر المرحلة المبكرة من الطفولة بداية طيبة لتشكيل العادات الحسنة في جميع مجالات ومناحي الحياة حتى يألف الطفل تلك العادات الخلقية والسلوكية. ولا يخفى علينا أن تشكيل السلوك هو الهدف الأول للتربية، كما أن السلوك هو نتاج العادات. ومن ثم فالعادات هي مادة التربية. والمهمة الأولى للمعلم هي أن يعنى بتكوين وغرس العادات الحسنة في التلاميذ مهتديًا في ذلك بالتراث الديني الإسلامي.
ويشغل جانب العمل حيزًا كبيرًا من اهتمام الدين الإسلامي، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تقرن الإيمان بالعمل للتأكيد على أن أي عمل يقوم به الفرد لا بد أن يؤمن به. فالإيمان يحث الفرد على إجادة وإتقان عمله الذي يجب أن يكون صالحًا ومفيدًا وذا عائد للفرد والجماعة. وقد حث الله سبحانه وتعالى المسلمين على العمل حين يقول: {وَقُلِ اعْمَلُوا