بناء مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة:
اللهم لا يعيش إلا عيش الآخرة ... فارحم الأنصار والمهاجرة1
وفي عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان الصحابة يتبارون برمي السهام بعد صلاة المغرب.
يتضح مما سبق أن النشاط التربوي النبوي اتخذ شكلين أساسيين:
1- نشاط ترويحي يطرد الملل والسأم ويجدد الطاقة ويقوي العزيمة. وكان هذا النشاط يظهر عفويا في حياة المسلمين كلما دعت الحاجة إليه. وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتغنى الأرجوزة الإسلامية مع المسلمين عندما يكونون في عمل جماعي كبناء المسجد وحفر الخندق. وكان يسمح بالمرح في المناسبات الدينية والاجتماعية مثل الأعياد والأعراس، كما كان يشارك في الولائم لإظهار السرور والبهجة.
2- نشاط تعليمي أو تعبدي يهدف إلى تعليم المسلمين وتهذيب أخلاقهم وتربيتهم تربية عسكرية من خلال الحياة والممارسة، كتعليمه المسلمين التيمم ومناسك الحج وتعليمه إياهم الفروسية وأمره بتعلم الرمي وإقامته مباريات في ذلك. وكان ينتهز فرص المناسبات الموسمية أو الطارئة ليقيم حفلا اجتماعيا لكل مناسبة، فيخطب أو يعظ الناس ثم يصلي بهم، كالاحتفال بالعيدين، وكجمع المسلمين في المسجد للجهاد أو للاحتفال بالنصر.
وقد ربى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل هذه المناسبات المسلمين تربية إسلامية صادقة، كما غرس في نفوسهم كثيرا من المعاني السامية والثقة بالنفس وعلمهم كثيرا من أحكام الشريعة الغراء وحضهم على كثير من الفضائل2.