حتى تكتمل مكونات المنهج بمعناه الواسع لا بد لنا أن نتناول النشاطات التربوية. وهذه النشاطات تهدف إلى استغلال طاقات الطلاب في الأعمال النافعة التي تروق لهم وتتفق مع ميولهم واستعداداتهم، أو تشجعهم على الإقبال على هذه الأعمال التي تبث فيهم النشاط والحيوية وتنمي مداركهم وقدراتهم الذهنية والروحية وتفسح المجال لمواهبهم وتولد فيهم الشعور بالمسئولية والإحساس بالجمال. وهذه النشاطات -كذلك- تشبع بعض بعض حاجات الطلاب النفسية كالحاجة إلى التقدير واللعب والترويح عن النفس. والنظرة الحديثة إلى النشاط تؤكد على كونه وسيلة مباشرة للتعليم، فأصبح جزءًا من المنهج ينص عليه عند سرد مواد المنهج أو أهدافه وترصد له بعض الدرجات.
وكان للنشاط في فجر الإسلام ميزات تنبع من طبيعة الإسلام ومن صميم هدف التربية الإسلامية ومن خلق النبوة. فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الصحابة من خلال مواقف من الحياة. ففي إحدى الغزوات نزلت آية التيمم وتعلم الصحابة التيمم وطبقوه1. وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقيم سباقا للخيل بين الصحابة. وكان الصحابة يرتجزون الأناشيد أثناء العمل في