الجاهل شينا "أي معيبا". فاجتنبته. "الإحياء ج3 ص62-63".

الإسلام يعترف بضعف الإنسان:

إن الإسلام يتمشى مع الطبيعة الإنسانية. ونظرا لأن هذه الطبيعة الإنسانية يجتمع فيها نوازع الخير والشر والخوف والحب لذلك دعا الإسلام إلى مخافة الله وخشيته وحبه وطاعته. فالنفس الأمارة بالسوء لا ترتدع عن الشر إلا بالخوف والوعيد. وفي حين أن النفس المطمئنة تكون مدفوعة بالحب وطاعة الله نحو فعل الخير والتمسك بالفضيلة.

اعترفت التربية الإسلامية بموضع الضعف في الطبيعة البشرية ومنها الخطأ والنسيان والاستكراه. ولا يحاسب المسلمون على الأعمال التي يمليها عليهم هذا الضعف. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". والإسلام يخفف عن المسلم في حالة ضعفه.. {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} . و {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} . يقول الشاعر:

ما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أن يتقلب

وقال تعالى في سورة الكهف: {قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} . وقال في سورة البقرة: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} .

واعترف الإسلام بجوانب أخرى من ضعف النفس الإنسانية {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} وهذه النفس إذا ضعفت قد تدفع الإنسان إلى الشر {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} . كما وصف القرآن الإنسان بكثير من الصفات التي تدل على ضعفه. قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لولا أن الله تعالى أذل ابن آدم بثلاث ما طأطأ رأسه لشيء: الفقر والمرض والموت" "الماوردي: 239". وقد ورد في الأثر: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".

ويقول الماوردي: "إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان وجعله أكثر حاجة من جميع الحيوان؛ لأن من الحيوان ما يستقل بنفسه عن جنسه والإنسان مطبوع على الافتقار إلى جنسه". كما وصف الإنسان بالهلع والجزع إذا مسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015