وقال الأستاذ أبو الحسن:" تقول "اللبن" والماء" في الجنسية ولم يتقدم بينك وبين مخاطبك عهد في جنس الماء واللبن, فتحيله على ذلك, وإنما أدخلت الألف واللام لأنك تعلم أن هذين الجنسين معلومان عند كل أحد, ولا يبعد عندي أن تسمى الألف واللام اللتان لتعريف الجنس عهديتين لأن الأجناس عند العقلاء معلومة مذ فهموها, والعهد تقدم المعرفة فالأجناس إذا في نفوسهم معهودة , وإنما الذي يمتنع أن تسمى معهودة/ بمعنى أنها تقدم فيها عهد بين المخاطب والمخاطب وهو الذي أراد أبو موسى بالعهد, فكأنه قال: لا في معرض الحوالة على شيء معهود بينك وبين مخاطبك" انتهى.
قال ذلك التلميذ: "إنما سماها- يعني الجزولي - جنسيتين لخاصية إعطاء الجنس بهما, ولو كان كما ذكر الأستاذ - يعني أبا الحسن- لم يكن بينها وبين العهديتين فرق, والفرق بينهما أن الشخصيتين دخلتا في اسم متقدم فيه عهد بينك وبين مخاطبك مع استقلال الاسم دونهما بإفادته , والجنسيتان دخلتا في اسم لم يكن له استقلال بإفادة الجنس دونهما فلهما من إعطاء الاسم الكلي جزء دلالة, والشخصيتان أصبحتا المعهود خاصة ولم تدل مع الاسم عليه" انتهى كلامه.
قال أبو موسى: " ويعرض في الجنسية الحضور" وإنما جعل"أل" التي للحضور هي الجنسية من جهة أنك إذا قلت " خرجت فإذا الأسد" فليس بينك وبين مخاطبك عهد في أسد مخصوص وإنما أردت: خرجت فإذا هذه الحقيقة فدخلت "أل" لتعريف الحقيقة لأن حقيقة الأسد معروفة عند الناس,