وإنما الهالك ثم التالك ذو حيرة ضاقت به المسالك

كيف يكون النوك إلا ذلك

قال المصنف: "أراد: ذلكم, فأشبع الضمة, واستغنى عن الميم بالواو الناشئة عن الإشباع" انتهى. ولا دليل في هذا على ما ادعاه المصنف, بل هذا عندي من باب تغيير الحركة لأجل القافية؛ لأن القوافي قبله مرفوعة, فاحتاج أن غير حركة الكاف التي هي الفتحة إلى الضمة, وقد جاء ذلك في كلامهم, قال:

سأترك منزلي لبني تميم وألحق بالحجاز, فاستريحا

/غير الحركة لأجل القافية من الضمة إلى الفتحة, وهو ضرورة. وكان التغيير في هذا أوجه لأنها حركة بناء لم يقتضها عامل؛ بخلاف "فأستريحا", فإن الضمة حركة إعراب, يقتضيها العامل, ومع ذلك فقد غيرت إلى الفتحة.

-[ص: وتتصل بـ "أرأيت" موافقة أخبرني هذه الكاف مغنيا لحاق علامات الفروع بها عن لحاقها بالتاء. وليس الإسناد مزالاعن التاء, خلافا للفراء. وتتصل أيضا بـ "حيهل" و "النجاء" و "رويد" أسماء أفعال. وربما اتصلت بـ "بلى" و "أبصر" و "كلا" و "ليس" و "نعم" و "بئس" و "حسبت".]-

ش: "رأيت" هذه العملية دخل عليها همزة الاستفهام, فهي تتعدى إلى اثنين, فإن استعملت على أصل موضوعها هذا جاز أن تتصل بها الكاف ضميرا منصوبا, ويطابق الضمير المرفوع المنصوب في إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث, وكان الضمير مفعولا أول, وما بعده مفعول ثان,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015