وأما قوله "وكذا لا يلتفت إلى قول من زعم أن أولالك للبعداء دون أولئك لقلة أولالك وكثرة الحاجة إلى جمع ذلك" فقد بينا أن "أولئك" لا يمكن أن يكون للبعيد، وإنما هو في المرتبة الوسطى بدخول "ها" التنبيه عليه، وقد تقدم كلامنا على ذلك.

وأما قوله "ولأنه يلزم منه خلو القرآن من إشارة إلى جماعة بعداء، وذلك باطل، فلا يلزم ذلك لأنه قد يستعمل للجماعة البعداء لفظ جماعة المرتبة الوسطى على سبيل المجاز والتوسع، ولا يدل كون "أولالك" لم يرد في القرآن أن لا يكون موضوعًا للرتبة العبدى في كلام العرب.

وفي كتاب أبي الفضل البطليوسي ما نصه: "لم يجعل س المشار ثلاث مراتب بل مرتبتين دنيا ومتراخ، فجعل "داك" التي هي وسطى بمنزلة أولئك وتلك، وهما للبعيد، ونقل الناس خلاف هذا على ما ذكر أبو موسى في كراسته، فربما لم يحفظ س تفصيلًا في هذا كله".

وفي البسيط: "قال الفراء: أهل الحجاز يقولون "ذلك" باللام، وبه جاء القرآن، وأهل نجد من تميم وأسد وقيس وربيعة بغير لام".

ص: وتصحب "ها" التنبيه المجرد كثيرًا، والمقرون بالكاف دون اللام قليلًا، وفصلها من المجرد بـ "أنا" وأخواته كثير، وبغيرها قليل، وقد تعاد بعد الفصل توكيدًا. والكاف حرف خطاب يبين أحوال المخاطب بما بينها إذا كان اسمًا. وقد يغني "ذلك" عن "ذلكم"، وربما استغنى عن الميم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015