أتجزع إن نفسٌ أتاها حمامها فهلا الذي عن بين جنبيك تدفع
أي: فهلا تدفع الذي يُجزعك عن بين جنبيك. ومن الاستدلال في هذا الباب بالمتأخر قول الشاعر:
نحن الألي، فاجمع جمو عك، ثم وجههم إلينا
التقدير: نحن الألي عرفت عدم مبالاتهم بأعدائهم، وفهمت هذه الصلة بقوله: فاجمع جموعك ثم وجههم إلينا. وأنشد أحمد بن يحي:
فإن أدع اللواتي من أناسٍ أضاعوهن لا أدع الذينا
قال أبو علي: "التقدير: اللواتي أولادهن من أناسٍ أضاعوهن، أي: أضاعوا هؤلاء النساء، فلم يحموهن كما تحمي الفحولة أزواجها، فلا أدع الذين أضاعوهن، والمعنى:/ إن أدع هجو هؤلاء النساء فلا أدع هجو هؤلاء الرجال".
وقوله ولا تُحذف صلة حرفٍ إلا ومعمولها باقٍ مثاله قول العرب: لا أفعل ذلك ما أن حراء مكانه، وما أن في السماء سحابةً، أي: ما ثبت، حذفوا "ثبت"، وأبقوا الفاعل بها، وهو "أن" ومعمولاها. ومن ذلك: "أما أنت منطلقًا انطلقت"، أي: لأن كنت، حذف "كان"، وهي صلة "أن"، وأبقي معمولاها. وقول العرب: "كل شيء أممٌ ما النساء وذكرهن" أي: