وتسويتها وخلقي وعبادتي، أي: عبادة مثل عبادتي، وقد أول المصدر في لخلقي وعبادتي تأويل المفعول، أي: لمخلوقي ومعبودي، كما قالوا: درهم ضرب الأمير، وبرد نسج اليمن. قالوا: والضمير في (بناها) و (طحاها) و (سواها) عائد على الله تعالى، وإن لم يتقدم/ له ذكر؛ لأنه قد علم أن فاعل ذلك هو الله، فعاد على ما يفهم من سياق الكلام.

وقال شيخنا الأستاذ أبو الحسن بن الضائع: "وقيل: يحتمل أن يكون عبر بالمصدر عن المعبود، والأولى أن يكون عبر بـ"ما" لأنه في مقابلة {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ}، وقد يجوز عند المقابلة ما لا يجوز ابتداء، وهو كثير في القرآن وكلام العرب، ومنه {ومَكَرُوا ومَكَرَ اللَّهُ} ".

"وزعم أبو زيد السهيلي أنها لا تقع على أولي العلم إلا بقرينة وتلك القرينة هي التعظيم والإبهام. فوقعت عنده "ما" على الله تعالى فيما تقدم ذكره لأن المراد التعظيم، فأتى بـ"ما" لأنها مبهمة، والإبهام كثيرًا ما يستعمل إذا قصد التعظيم، نحو قوله {الْحَاقَّةُ (1) مَا الحَاقَّةُ (2)}، {فَغَشِيَهُم مِّنَ اليَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}، فكأن المعنى: إن الذي بنى السماء وطحا الأرض لعظيم". وأما {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فتقدم تأويله فيه.

وأما {ولا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} فسوغ وقوع "ما" عنده على الله تعالى شيئان: أحدهما: الإبهام وتعظيم المعبود. والآخر: أن الحسد منهم يمنعهم من أن يعبدوا معبوده كائنًا ما كان. وقد تقدم تأويل ما احتج به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015