وإطلاقها على آحاد من يعقل هو مذهب أبو عبيدة وابن درستويه ومكي بن أبي طالب، ومن متأخري أصحابنا الأستاذ أبو الحسن بن خروف، وزعم أنه مذهب س. واستدلوا على ذلك بما تقدم، وبقوله "سبحان ما سبح الرعد بحمده"، وبقوله تعالى {والسَّمَاءِ ومَا بَنَاهَا (5) والأَرْضِ ومَا طَحَاهَا (6) ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا (7)}، ومعلوم أن الذي بني السماء، وطحا الأرض، وسوى النفس، هو الله. وبقوله {ولا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}، ومعلوم أنه الله.

وأبى أصحابنا ذلك، وتأولوا ما استدل به المخالف. أما {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فقال السهيلي: "عبر بـ"ما" لأن السجود له لم يكن من حيث هو عاقل، بل من حيث الأمر كالقبلة. وقد يقال: أنه حين الخلق لم يكن عاقلًا، وإنما نفخ فيه الروح بعده بمدة" انتهى هذا التأويل.

وقوله "وإنما نفخ فيه الروح بعده بمدة" ليس بصحيح بدليل قوله {فَإذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015