الرحيم. وهذه المسألة أيضًا فيها خلاف: ذهب الأخفش إلى الجواز، وذهب غيره إلى المنع، وقالوا: البدل لا يُفسر ضمير المبدل. والصحيح جواز ذلك، وهو مذهب أبي الحسن. والدليل على ذلك قول الفرزدق:
وقد مات خيراهم، فلم يهلكاهم عشية بانا رهط كعبٍ وحاتم
فالضمير المخفوض عائد على ما أُبدل منه، وهو: رهط كعب وحاتم، كأنه قال: وقد مات خيرا رهط كعبٍ وحاتم، فلم يهلكاهم. وقول الآخر:
قد أصبحت بقرقري كوانسا فلا تلمه أن ينام البائسا
فالضمير المنصوب في "تلمه" عائد على ما أبدل منه، وهو: البائس، كأنه قال: فلا تلم البائس أن ينام. وقال الآخر:
إذا هي لم تستك بعود أراكةٍ تُنخل، فاستاكت به عود إسحل
في رواية من جر "عود إسحل" فهو بدل من الضمير في به. وقد ذكر