هذا موضع إشارة لكون صاحب الضمير حاضرًا عند المخاطب، فاعتقد أن المفسر يُستغنى عنه بحضور مدلوله حسًا، فجرى الضمير مجرى اسم الإشارة، والتحقيق ما ذكرناه.
وقوله: أو علمًا مثله المصنف بقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي: إنا أنزلنا القرآن، فالمفسر مُستغني عنه بحضور مدلوله علمًا.
وقوله: جزءٌ مثله المصنف بقول الشاعر:
أماوي، ما يُغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يومًا، وضاق بها الصدر
فالضمير في "حشرجت" عائد على النفس، والفتى مغنٍ عن ذكرها لأنها جزؤه. وكذلك الضمير ي "بها".
وقال ابن هشام: "الضمير في "حشرجت" يعود على النفس، ولم يتقدم لها ذكر، لكن الحشرجة وضيق الصدر دلا عليا" انتهى. فلم يجعل الدال عليها ذكر/ ما هو - أي الضمير - له جزءٌ، وهو الفتى.
ومن ذلك: "من كذب كان شرًا له"، و {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، وقول الشاعر:
وإذا سئلت الخير فاعلم أنها حسنى، تُخص بها من الرحمن
وقول الآخر: