يارب هيجا هي خير من دعه
وهذا على تقدير القول بأن معمول رب تلزمه الصفة، وأما على مذهب من لا يلزمه الصفة فـ «عار» خبر عن مجرور رب، إذ هو في موضع مبتدأ. وكذلك الجملة من قوله "هي خير من دعه" هي: خبر عن هيجا المجرورة برب.
ومثال حذف الضمير المبتدأ الواقع هو وخبره صفة قول الشاعر:
قلت: أجيبي عاشقا ... بحبكم مكلف
أي: هو بحبكم مكلف.
وقال الأستاذ أبو علي: ومن الدليل على أنها حرف أنهم وبين المجرور كما فصلوا بين كم وما تعمل فيه في الخبر مع الجر.
وقوله بل هي حرف تكثير وفاقا لسيبويه والتقليل بها نادر هذا خلاف ما يذهب إليه أصحابنا من أنها حرف تقليل. قال المصنف في الشرح: "وأكثر النحويين يقولون: معنى رب التقليل". وكذا ذكر غيره أنه مذهب الجمهور. وقال بعض شيوخنا: هو مذهب البصريين.
وزعم صاحب كتاب العين أنها للتكثير، ولم يذكر أنها تجيء للتقليل.
وذهب الفارسي في "كتاب الحروف" له إلى أنها تكون تقليلا وتكثيرا. وهو مذهب الكوفيين.
وذهب بعض النحويين إلى أنها حرف إثبات، ولم توضع لتقليل ولا تكثير، بل ذلك مستفاد/ من سياق الكلام.
وأصحابنا يزعمون أنها للتقليل في جنس الشيء أو لتقليل نظيره.