وإن بنا- لو تعلمين- لغلة ... إليك كما بالحائمات غليل
وقال آخر:
لقد علمت سمراء أن حديثها ... نجيع كما ماء السماء نجيع
وقال زياد الأعجم:
لعمرك إنني وأبا حميد ... كما النشوان والرجل الحليم
أريد هجاءه، وأخاف ربي ... وأعلم أنه عبد لئيم
وكون "ما"تكون كافة إذا وليتها الجملة الاسمية هو مفرع على أن"ما" المصدرية لا توصل إلا بالجملة الفعلية؛ أما إذا فرعنا على أنها توصل بالجمل الاسمية فإن"ما" لا تكون كافة في نحو هذه الأبيات، بل تكون مصدرية ينسبك منها مع الجملة التي بعدها مصدر، يكون في موضع جر بالكاف، وتكون إذ ذاك الكاف غير مكفوفة، وإذا كانت كافة انجر الاسم بكاف التشبيه، وقد تقدم لنا ذكر ذلك في بيتي الأعشى والكميت. وأنشد أبو علي القالي:
وننصر مولانا، ونعلم أنه ... كما الناس مجروم عليه وجارم
قال س: "وسألته عن قولهم: هذا حق كما أنك هاهنا، فزعم أن العامل في (أن) الكاف، و (ما) لغو، إلا أنها لا تحذف كراهة أن يجيء لفظها كلفظ كأن".