وفي «البسيط»: «وحكي: وهو السَّميعُ الدعاءَ. وكلُّ ما جُمع فيه بين الألف واللام والإضافة فإنه يجوز نصبه، نحو: الضاربُ الرجلَ، والحسنُ الوجهَ، ولا يقال إنَّ السَّميع الدعاءَ بمنْزلة الحسن الوجهَ؛ لأنَّ الوجه في الأصل فاعل، والدعاء ليس كذلك. وحكى اللحياني في نوادره: اللهُ سَميعٌ دُعائي ودعاءكَ» انتهى.
ومِن إعمال فَعِلٍ قول زيد الخيل:
أتانِي أَنَّهُمْ مَزِقُونَ عرضي ... جحاشُ الكِرْمِلَينِ لها فَديدُ
فأعمل مَزِق، وهو مصروف للمبالغة من مازق، وأنشد س:
حَذِرٌ أُمُورًا، لا تَضِيرُ وآمنٌ ... ما ليسَ مُنْجِيَهُ مِنَ الأَقْدارِ
وقد طُعن في هذا البيت بما رواه المازني، وهو أنَّ اللاحقي قال: سألني س عن شاهد في تعدي فَعِلٍ، فعلمتُ له هذا البيت. ويُنسب مثل هذا القول أيضًا إلى ابن المقنع. /وكونهم اختلفوا في تسمية هذا الواضع دليل على أنها رواية موضوعة. وأيضًا فقد أقرَّ هذا الواضعُ على نفسه بالكذب والوضع على العرب، فلا يُقبل قوله. وأيضًا فلم يكن س ليروي عن وَضَّاع، وإنما يروي عن ثقة.
وأنشد س قول ساعدة بن جُؤَيَّة:
حتى ... شآها كَلِيلٌ ... مَوْهِنًا ... عَمِلٌ ... باتتْ طرابًا، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ