ومِن إعمال مِفْعال قولُ بعض العرب: إنه لَمِنْحارٌ بَوائكَها، وقال الشاعر:

شُمِّ مَهاوِينَ أبْدانَ الَجزُورِ مَخا ... مِيصِ العَشِيَّاتِ، لا خُورٍ ولا قَزَمِ

فمَهاوين جميع مِهْوان، وكان أصله مُهِينًا، فبُني على مِفْعال لقصد المبالغة،

واستُصحِب العمل له مفردًا ومجموعًا كما أَعمَلوا فُعُلاً جمع فَعُول. ولو كُسِّر فَعَّالٌ

لاستُصحَب له العمل، إلا أنَّ العرب استَغنَت بتصحيحه عن تكسيره.

وقوله ورُبَّما عَمِلَ مُحَوَّلاً إلى فَعِيلٍ وفَعِلٍ مثالُ ذلك في إعمال فَعِيلٍ قولُ بعض العرب: إنَّ الله سَميعُ دُعاءَ مَن دَعاه، رواه بعض الثقات، وقالوا: هو حَفيظٌ عِلمَه وعِلمَ غيره، وقال الشاعر:

فَتاتانِ: أَمَّا مِنهُما فَشَبِيهةٌ ... هِلالاً، وأُخرَى منهُما تُشْبِهُ الشَّمْسَا

أَعملَ شَبيهة مؤنث شَبيه مع كونه مِن أشْبَهَ، كنَذِير مِن أَنْذَرَ. وقد يقال إنه على إسقاط حرف الجر، أي: فشَبِيهةٌ بِهلالٍ؛ لأنَّ شبيهًا يتعدى بالباء، قالوا: ما زيدٌ كعمرٍو

ولا شَبيهًا به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015