/يريد: أعْلَمُ مِنَّا. وأُوَّلَ على أنه نوى طرح المضاف إليه، وهذا معنى قول المصنف «غيرِ معتدِّ به».
ومثال المجيء بـ «من» مع أل قوله:
ولَستَ بالأَكْثَرِ مِنهُم حَصًى ... وإنَّما العِزَّةُ لِلكاثِرِ
وأَوِّل علي زيادة «أل». أو على تعلّقها بأكثرَ محذوفًا دَلّ عليه «الأكثر»،
التقدير: ولستَ بالأكثرِ أكثرَ منهم حَصًى، كتأويل بعضهم في {وكانوا فيه من الزاهدين}، وهذا أَولى لجواز تقدُّم الدليل على المحذوف، وهناك تأخَّر. أو على أنَّ مِن للتبيين، كأنه قال: لستَ مِن بينهم بالأكثرِ حَصًى، كقول ابن الزَّبِير الأسديّ:
أعِكْرِم ... إنْ كانتْ ... بِعَينكَ كُمْنةٌ ... فَعندي لِعَينَيكَ الأَمَضُّ مِنَ الكُحْلِ
وإذا كان أفعل التفضيل مصوغًا مما يتعدَّى بـ «مِن» تعدَّى بها مجردًا ومضافًا ومع
أل، قال الكميت:
فَهُمُ الأَقْرَبُونَ مِنْ كُلِّ خَيرٍ ... وَهُمُ الأَبْعَدُونَ مِنْ كُلِّ ذامِ
ويُجمع بينها وبين «مِن» الداخلة على المفضول إذا جُرِّد، تقول: زيدٌ أقرَبُ مِن كلِّ خيرٍ مِن عمرٍو. وإذا جُمع بينهما فيجوز تقدُّم «مِن» الداخلةِ على المفضول