فعل التعجب قويّ الأصل، بخلاف أنَّ، فعادل قوة الأصل ضعف المراد، فلم يكن أضعفَ من إنَّ. وأيضًا فإنَّ الظرف والجارّ والمجرور يُغتفر الفصل بهما هنا أولى. وأيضًا فإنّ بئسَ أضعف من فعل التعجب، وقد فصل في نحو {بئس للظلمين بدلا)، فأن يُفصل هنا أولى.

وأمَّا السماع فقولُ عليّ، وقد مر بَعمَّار، فمسح التراب عن وجهه: «أعْززْ عليَّ ـ أبا اليَقْظان ــ أنْ أَراكَ صَريعَا مُجَدَّلاً»، وقولُ عمرو بن معدي كربَ: «لِلِه دَرُّ بني مجاشع ـــ وروي: لِلِهَّ دَرُّ بني سُلَيم ـــ ما أَحْسَنَ في الهجاءِ لِقاءَها! وأَكْثَرَ في اللَّزباتِ عَطاءَها!»، وروري: «وأثَبَتَ في المَكْرُماتِ بَقاءَها»، ومِن كلامهم: «ما أَحْسَنَ بالرجلِ أنْ يَصدُق»، وقال الشاعر:

حَلُمتَ، وما أَشْفَى لِمَنْ غِيظَ حِلْمَه! ... فآضَ الذي ... عاداكَ ... خِلاَّ ... مُوالِيا

وقال:

خَليلَيَّ ما أَحْرَى بِذِي اللُّبَّ أنْ يُرَى ... صَبُورًا! ولكنْ لا سبَيلَ إلي الصَّبْرِ

وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015