كم الخبرية، فتقول: غلاَم كأيَّن مِن صديقٍ أكرمتُ، كما تقول: غلامَ كم مِن صديقِ أكرمتُ، ولا يُحفظ هذا من كلامهم.
وتكون مبتدأة، نحو {وكَأَيِن مِن نَبِىَّ قَتَلَ}، وقد استقرأت جملةً مما وقعتْ فيه مبتدأ، فوجدت الخبر لا يكون إلا جملة فعلية مصدَّرة بماضٍ أو مضارع، ولم نقف على كونها اسمًا مفردًا، ولا جملةً اسمية، ولا مصدَّرةً بمستقبل، ولا ظرفًا، ولا مجرورًا، فينبغي ألاَّ يُقْدَم على شيء من ذلك إلا عن سماع من العرب.
ومفعولةً، نحو قوله:
وكائنْ رَدَدْنا عَنكُمُ مِنْ مُدَجَّجٍ ... يَجيءُ أَمامَ القومِ يَرْدي مُقَنَّعا
والقياس يقتضي أن تكون في موضع نصب على المصدر، وعلى الظرف، وعلى خبر كان، كما كان ذلك في كم.
وفي «البسيط» أنها تكون مبتدأ وخبرًا ومفعولاً.
وقوله وأنها قد يُستَفهَم بها الذي وقفنا عليه من كلام النحويين ينصُّ على أنَّ كأيِّن استُعلمت في الخبر، وهذا المصنف ذكر أنها قد يُستَفهَم بها، فقال في الشرح: «وانفردت كأيِّن أيضًا ــ يعني من كذا ــ بأنَّها قد يُستَفهَم بها، كقول أبي ابن كعب ــ - رضي الله عنه - ... ـ لعبد الله ـ - رضي الله عنه - ـ: (كأيِّنْ تقرأ سورة الأحزاب؟ أو: كأيِّنْ تَعُدُّ سورة الأحزاب؟). فقال عبد الله: (ثلاثًا وسبعين) فقال أُبَيّ: (قَطُّ). أراد: ما كانت كذا قِطُّ». انتهى كلامه.