ضيعت حزمي فى ابعادى الأملا ... وما ارعويت ,وشيبا رأسى اشتعلا
وحجة من منع ذلك انما هو عدم السماع على زعمه - وقد بينا كثرة ذلك -
وأقيسته مدخولة منقوضة كلها ,معارضة للنصوص الواردة فى كلام العرب فلا
التفات اليها وقد ذكرنا تلك الاقيسة ومعارضتها فى كتاب "منهج السالك فى
الكلام على الفية انب مالك" فلا تطول بها هنا؛ اذ لا فائدة فى ذكرها ,والاقيسة
انما ينبغى أن يستانس بها بعد تقرر السماع ولا يبنى عليها وحدها دون السماع
حكم نحوى , وقد اطلنا الكلام على شئ من أقيسة النحاة فى ذلك الكتاب اخر
التمييز فيطالع هناك.
وقال المصنف فى الشرح: "زانتصر ل "س" بأن مميز هذا النوع فاعل
فى الاصل وقد أوهن بجعله كبعض الفضلات ,فلو قدم لازداد الى وهنه وهنا, فمنع
ذلك لأنه اجحاف".
قال "وهذا الاحتجاج مردود بوجوه:
أحدها: أنه دفع روايات برأى ولا دليل عليه فلا يلتفت اليه.
الثانى: ان جعل التمييز كبعض الفضلات محصل لضرب من المبالغة, فقيه
تقويه لا توهين ,فاذا حكم بعد ذلك بجواز التقديم ازدادت التقوية, وتأكدت
المبالغة, فاندفع الاشكال.
الثالث: أن أصالة فاعلية التمييز المذكور كأصالة فاعلية الحال فى نحو: جاء
راكبا رجل فان أصله: جاء راكب على الاستغناء بالصفة, وجاء رجل راكب