الضمير إذا كان معلوماً , كقولك: مررت بالبر قفيز بدرهم , أي: قفيز منه بدرهم. وجاز هذا كما جاز في الابتداء: السمن منوا بدرهم , على تقدير: منوان منه بدرهم , فلو قيل: بيع السمن منوان بدرهم , على تقدير منه وجعل الجملة حالاً , لجاز وحسن».

ولا يريد النحويون بقولهم عريت الجملة من ضمير إلا أنه لا يكون مظهراً ولا مقدراً , وهذه المسألة مما فيه الضمير مقدر. فأما قول الحطيئة:

يا ليله قد بتها ... بجدود نوم العين ساهر

فتخريجه على حذف الضمير , أي: نوم العين منى ساهر , أو تغنى الألف واللام في العين عن الضمير على رأى الكوفيين , كأنه قال: نوم عيني ساهر وقال في البديع: «وفد جاءت بلا واو ولا ضمير , قال:

ثم انتصبنا جبال الصفر معرضه ... عن اليسار , وعن أيماننا جدد

فـ (جبال الصفر معرضه): حال من (نا) في انتصبنا» انتهى. وتخريجه كتخريج بيت الحطيئة , أي: عن اليسار منا , أو: عن يسارنا , ويدل عليه أيماننا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015