و «فيها» متعلق بقائم , فلا يلزم ما قال من أنه لايكون لأحد الجارين متعلق , فلا مانع من جاوز الرفع
وقد احتج بعضهم لجواز التكرار على سبيل التأكيد بقوله تعالى (وهم بالاخرة هم كافرون) , فكرر (هم) للتاكيد , فكذلك الظرف. وفرق بين «في الدار» وبين «هم» إذ لا يتعلق «هم» بشيء , بخلاف الظرف.
وإن يختلف الظرف فهو يجرى هذا المجرى , تقول: زيد فى الدار جالس فى صدرها , وجالسا فى صدرها. وزيد فى الدار راغب فى شرائها ,وراغبها فى شرائها , فحكم المختلف حكم المكرر. وقال الشاعر:
والزعفران على ترائبها ... شرقا به اللبات والنحر
ويحيز الفراء فى هذا النوع إلا النصب , ويجعل اللبات والنحر كأن معمها عائدا على الترائب
وقال ابن كيسان: «الرفع عندي جائز , وإنما أراد: والزعفران على الترائب فى حال شروق اللبة والنحر به , وإذا رفع أراد: والزعفران شرق به لبتها ونحرها على الترائب منها , فبين موضع شروقه. كأن موضع النحر واللبة شرق بالزعفران على هذا الموضع الاخر , أعنى الترائب» انتهى.