وقال السهيلي: «ها حرف, ومعنى الحروف لا يعمل فى الظروف ولا الاحوال».

وقال ابن أبي العافية: «العامل هو اسم الإشارة, وإن كان بمعنى الفعل, كحرف التنبيه, لكن لم يفعلوا بالأسماء ذلك, بل أعملوها عمل الأفعال, وأجروها مجراها, وقدروا فيها معنى الفعل, نحو قولهم: ضارب زيدا, فلما كانت الأسماء قد أجريت مجرى الأفعال. وأخرجت إاليها, لم يكونوا ليمنعوها من العمل فى الحال؛ إذ قد أعملوها فيما هو أقوى من الحال».

وقال السهيلى: «قولك هذا زيد قائما العامل فى الحال ما دل عليه الاسم /المبهم, إذا قلت (هذا) فإنك أشرت إلى المخاطب لينظر, فكأنك قلت: انظر إليه قائما, فانظر هى العاملة فى الحال, ولا يصح أن يكون العامل اسم الإشارة؛ لأنه غير مشتق من لفظ الإشارة ولا من غيرها, إنما هو كالمضمر, ولا يعمل (هو) ولا (أنت) بما فيه من معنى الإضمار فى حال ولا ظرف, فكذلك اسم الإشارة, وقد تكون الإشارة بيد أو رأس إلى جهة شئ بعينه, فيكون فى ذلك تنبيه له على النظر, فيعمل فى ذلك النظر فى الحال, كما حكى س (لمن الدار مفتوحا بابها) , ولم يقل: لمن هذه الدار, فدل على أن التوجه يقوم مقام الإشارة, ولا يكون العامل فى (مفتوحا بابها) ما تعلقت به اللام من الاستقرار أو معنى الملك لفساد المعنى؛ لأنك لو قدرت الاستقرار ظاهرا لم يكن له اختصاص بالحال, ولا هي ملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015