فإن كان الحمل على اللفظ وعلى الموضع لأي يتعذر جاز فيه الوجهان, والاختيار الحمل على اللفظ لما فيه من المشاكلة في لفظ الإعراب, مثاله: ما خشنت بصدر رجل إلا صدر زيد, بخفض صدر على اللفظ, ونصبه على الموضع؛ لأن موضع صدر المتقدم نصب؛ ألا ترى أنه يجوز أن تقول: ما خشنت صدر رجل.
ويجوز النصب على أصل الاستثناء, فتقول: لا رجل في الدار إلا زيدًا, وما جاءني من أحد إلا زيدًا, ومنه قوله:
مهامهًا وخروقًا, لا أنيس بها إلا الضوابح والأصدقاء والبوما
ويجوز جر الاسم فيما كان قبله مجرور, على أن تكون "إلا" وما بعدها صفة لذلك المجرور, وأنشدوا بيت النابغة بالخفض:
إلا الأوراي لأيا ما أبينها والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
على الصفة ل"من أحد" من قوله:
............ عيت جوابًا, وما بالربع من أحد
وأنشد الفراء والكسائي:
أبني لبينى, لستما بيد إلا يد, ليست لها عضد