ومستنبح بعد الهدو دعوته وقد حان من ساري الشتاء طروق
يكابد عرنينًا من الليل باردًا تكف رياح ثوبه وبروق
فالرياح تكف الثوب لا البروق, لكنه عطفها على الرياح لالتباسها بها.
ومما يضعف مذهب الإضمار أنه جاء منه ما هو بعد مخفوض الإضافة, نحو قوله:
شراب ألبان وتمر وأقط
لأنه إذا أضمر وأكال تمر كان قد حذف المضاف, ولم يقم الثاني مقامه مع أنه لم يتقدم له ذكر في اللفظ, وهو غير سائغ, وأنه جاء منه ما هو مخفوض بحرف جر, نحو قوله:
فلما دعت شيبًا بجنب عنيزة مشافرها في ماء مزن وباقل
[4: 23/ ب] /فـ "شيب" في الماء لا في النبت, فإن أضمرت ورعت في باقل كان من قبيل: "خير, عافاك الله"، وهو في غاية الشذوذ.
واختلف في هذا النوع من العطف أهو قياس أم سماع, والأكثرون على أنه قياس, وضابطه أن يكون الأول والثاني يجتمعان في معنى عام لهما.