فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها

فلم يقل: آتتا، ولا: تحسب أنهما.

ولا يعترض على هذا بأنهما قد أخبر عنهما إخبار المثنى في قوله:

كلاهما لا يطلعان الكيحا

لأن المفرد في اللفظ المثنى في المعنى يجوز أن يحمل على كل من اللفظ ومن المعنى، وقد جمع بينهما الشاعر في قوله:

إن المنية والحتوف كلاهما يوفي المنية يرقبان سوادي

/ولا يجوز أن يكون الإخبار عنهما إخبار الواحد من باب ما أخبر عن المثنى حقيقة إخبار الواحد، نحو قوله:

فكأن في العينين حب قرنفٍل أو سنبلًا، كحلت به، فانهلت

لأن هذا ضرورة، ولا يجيء مع ذلك إلا في الشيئين المتلازمين نحو اليدين والعينين، وليس كلا وكلتا من هذا الباب.

وذهب الكوفيون إلى أنهما من قبيل المثنى حقيقة. واستدلوا على ذلك بوجودهما في حال الرفع بالألف، وفي حال النصب والخفض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015