والثانية: أن ذلك قد ورد في كلامهم، قال:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه، والسوءة اللقبا
وقال الآخر:
جمعت وفحشًا غيبة ونميمةً خصالًا ثلاثًا، لست عنها بمرعوي
[17:4/ب] /ولا حجةً في الشبهة الأولى، لأن العاطفة أقوى وأوسع مجالا، فجعل لها مزية بتجويز التقديم، ففيه إبداء مزية الأقوى على الأضعف، فلو أشرك بينهما في الجواز خفيت المزية، ولأن واو مع وإن أشبهت العاطفة فلها شبه بهمزةً التعدية مقتضٍ لها لزوم مكان واحد كذا لزمت الهمزة مكانًا واحدًا.
وأما السماع فلا يتعين ما ذكر فيه، بل قوله (جمعت وفحشًا) من باب العطف، وبه وجهه أكثر النحويين. وأما (ولا ألقبه والسوءة اللقبا) فهو من باب:
.................... وزججن الحواجب والعيونا