-[ص: و"لدن" لأول غاية زمان أو مكان، وقلما تعدم "من". وقد يقال لدن ولدن ولدن ولدن ولد ولد ولد. وإعراب اللغة الأولى لغة قيسية. وتجبر المنقوصة مضافة إلى مضمر. ويجر ما يليها بالإضافة لفظًا إن كان مفردًا، وتقديرًا إن كان جملة. وإن كان "غدوة" نصب أيضًا، وقد يرفع. وليست "لدي" بمعناها، بل بمعنى "عند" على الأصح. وتعامل ألفها معاملة ألف "إلى" و"على"، فتسلم مع الظاهر، وتقلب ياًء مع المضمر غالبًا.]-
ش: "لدن" مبنية لشبهها بالحرف في لزومها استعمالًا واحدًا، وهو كونها مبدأ غاية، وامتناع الإخبار بها وعنها، فلا يبني عليها المبتدأ، بخلاف عند ولدي، فإنهما لا يلزمان استعمالًا واحدًا، بل يكونان لابتداء الغاية وغيرها، ويبنى عليهما المبتدأ، قال تعالى {وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ}، وقال {ولَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ}، {ولَدَيْنَا مَزِيدٌ}.
وقوله لأول غاية زمان مثاله: لدن غدوة، وما رأيته من لدن ظهر الخميس.
وقوله أو مكان مثله {آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا}، أي: من جهتنا ونحونا.
وفي البسيط: هي بمعنى عند، لكنها أشد منها إبهامًا، يدل على ذلك أنها لا تقع جوابًا عن أين كما تقع فيه عند، ولذلك بنيت، بخلاف عند. وقيل: إن عند تكون لما هو حاصل أو في تقدير الحاصل، فتقول: هذا عندي، وإن لم يكن حاصلًا، ولا كذلك / [4: 6/ ب] لدنك، إنما هي للحاصل المتصل.