البدل، وهو هو. وإنما انتصب البدل والمكان ولم يجز فيهما الاتساع حين أخرج كل واحد منهما عن موضعه، فلزما طريقة واحدة" انتهي.

وترك المصنف من ظروف المكان التي لا تتصرف سوي وسواء. وإنما لم يتصرفا لأنهما بمعني مكانك الذي يدخله معني عوضك وبدلك؛ ألا تري أنك تقول: مررت برجل سواك وبذلك، و "مكانك" بهذا المعني ليس بمكان حقيقي؛ لأن مكان الشيء حقيقة إنما هو موضعه ومستقره، فلما كانت الظرفية علي طريقة المجاز لم يتصرفوا فيه كما يتصرفون في الظروف الحقيقية، وتقدم نقلنا عن الفراء أنهما لا يرفعان في الاختيار، وسيأتي الكلام مشبعاً علي سوي حيث ذكره المصنف في آخر باب الاستثناء إن شاء الله.

ومما أهما ذكره أكثر النحويين من الظروف التي لا تتصرف "شطر" بمعني"نحو" قال تعالي {شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ}، وقال {فَوَلُّوا وجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}، وقال الشاعر:

ألا من مبلغ عني رسولا وما تغني الرسالة شطر عمرو

أي: نحو عمرو، وقال الآخر:

أقول لأم زنباع: أقيمي صدور العيس شطر بني تميم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015