وذهب الجرمي والرياشي والمبرد إلى أن من شرطه التنكير، فإن وجدت فيه أل كانت زائدة؛ لأن المراد ذكر ذات السبب الحامل، فيكفي فيه النكرة، فالتعريف زيادة لا تحتاج.
وهذا فاسد، فإن السبب الحامل قد يكون معلوماً عند المخاطب، فتحيله عليه، فتعرفه ذات السبب وأنها المعلومة له، ولا تنافي بينهما، ولا يلزم عدم الاختصار إلا فيما يذكر، ولا يحتاج إليه. والصحيح ما ذهب إليه س والجمهور.
وقد كثر مجيئه بأل منصوباً، قال الراجز:
لا أقعد الجبن عن الهيجاء ... ولو توالت زمر الأعداء
وقال الشاعر:
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا ... شدوا الإغارة فرساناً وركبانا
وقال الآخر:
لك الخير إن أزمعت صرمي وأصبحت ... قوا الحبل بتراً جذم الوصل جاذف
وقال الآخر: