أي: يعث في عراقيبها، ولذلك عداه بفي. وكتضمين أصلح معنى لطف في قولك: أصلح الله في نفسك؛ إذ لو لم يضمن لقال: أصلح الله نفسك، ومنه- والله أعلم- {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}، أي: الطف بي فيهم. وكما جاز أن يضمن اللازم معنى المتعدي فيصير متعدياً جاز أن يضمن المتعدي معنى اللازم، فيصير لازماً، ونصوا على أن التضمين ليس بقياس، وإنما يذهب إليه إذا كان مسموعاً من العرب.
وقوله وإما للمبالغة بترك التقييد مثاله: فلان يعطي ويمنع ويصل ويقطع، فحذف المفعول هنا مبالغة في الاقتدار وتحكيم الاختيار، والمعنى أن هذا شأنه، ومنه: {لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ}.
وقوله وإما لبعض أسباب النيابة عن الفاعل فللإيجاز: {وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا}، ولمشاكلة المجاور: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}.
ولإصلاح/ النظم قول الشاعر: ... 10/أ]
وخالد يحمد ساداتنا ... بالحق، لا يحمد بالباطل
أي: يحمده، بحذف الهاء للوزن، وللعلم {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}، {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ}، {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ}، {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ