اللبس قول الشاعر:

لبيك يزيد ضارعٌ لخصومةٍ ... ومختبطٌ مما تطيح الطوائح

ومثله قول الآخر:

حمامة بطن الواديين، ترنمي ... سقيت من الغر الغوادي مطيرها

هكذا رواه الحفاظ، ومن قال (سقاك) فتاركٌ للرواية وآخذ بالرأي.

ومن إضمار فعل الفاعل لكون ما قبله يشعر به قول الشاعر:

أرى الأيام لا تبقي كريمًا ... ولا العصم الأوابد والنعاما

ولا علجان، ينتابان روضًا ... نضيرًا نبته، عمًا، تؤاما"

وهذا الذي ذهب إليه المصنف في هذه الأبيات لا يتعين:

أما البيت الأول فيمكن أن يكون المفعول الذي لم يسم فاعله هو ضارع، ويكون يزيد منادى، أي: لبيك ضارعٌ -يا زيد- بفقدك، فإنه يصير كالمفقود الذي ينبغي أن يبكى إذ لا يجد مثلك، فلا يكون يزيد هو المفعول الذي لم يسم فاعله، وضارعٌ فاعلًا، تقديره: يبكيه ضارعٌ.

وأما الثاني فيمكن أن يكون مطيرها بدلًا من الضمير المستكن في الغوادي إذ فيه ضمير يعود على الغر، أي: البواكي هي مطيرها، ولا يكون مطيرها فاعلًا بفعل محذوف، التقدير: يسقيها مطيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015