واحترز بقوله "غالبًا" من قولهم: قال فلانة، حكاه س، ورده المبرد، وأجازه الأخفش والرماني، قال المصنف: "وعلى هذه اللغة جاء قول لبيد:
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
لأن الإسناد إلى المثنى كالإسناد إلى المفرد بلا خلاف" انتهى.
وما ذكره لا حجة فيه وإن كان الحكم الذي ذكره صحيحًا، وهو أن المثنى من المؤنث حكمه حكم المفرد من المؤنث؛ لأنه يحتمل أن يكون "تمنى" فعلًا مضارعًا لا ماضيًا، وأصله تتمنى، فحذف التاء على حد قولهم: تذكر هند، أي: تتذكر.
واحترز بقوله "غالبًا" أيضًا مما حذفت منه التاء مع الضمير المتصل، نحو قول الشاعر:
فلا مزنةٌ ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
وقول الآخر:
فإما تريني، ولي لمةٌ ... فإن الحوادث أودى بها
وقول الآخر:
إن السماحة والمروءة ضمنا ... قبرًا بمرو على الطريق اللائح