البيت الذي أنشده المصنف، وقولهم: اجتمعت أهل اليمامة؛ لأنك تقول: تسفهت أعاليها الرياح، تريد: مرها، واجتمعت اليمامة، تريد: أهلها، لا اجتماع الأبنية، وقال تعالى {إن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ}، أنث المثقال لأنه لو أسقط يصح، فصار المثقال كاللغو، كما صار "أهل" كأنه لغو. ومثال قوله:
.................... تسفهت ... أعاليها مر الرياح ..................
قول الشاعر:
طول السنين أسرعت في نقضي
لأنك تقول: السنون أسرعت، وأنت تريد: طولها.
وقد يتأول "مر الرياح"، و"طول السنين" على أنه مصدر، أريد به اسم الفاعل، أي: مار الرياح، وطويل السنين، فيصير من باب "رجل عدل" /للمبالغة. أو على حذف مضاف، أي: صاحب المر من الرياح، وذو الطول من السنين، فيكون من باب {تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ}؛ لأن مار الرياح رياح، وطويل السنين سنون، ويكون إذ ذاك تأنيثه أسهل من تأنيث: اجتمعت أهل اليمامة.
فلو كان المضاف إذا حذف لم يجز أن يكون مرادًا إذ لا دليل على حذفه البتة لم يجز تأنيثه، كقولك: قُطعت رأس هند؛ لأنك لو قلت "قُطعت هند" لم يفهم منه: قُطعت رأس هند، ولم يرد به ذلك.