واستدلوا بقوله {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ} , وقول الشاعر:
وما راعني إلا يسير بشرطة وعهدي به قينا يفش بكير
وقول الآخر:
فإن كان لا يرضيك حتى تردني إلى قطري لا أخالك راضيًا
وذهب الفراء وجماعة إلى جواز ذلك بشرك أن يكون العامل فعلًا قلبيًا.
والصحيح المنع, وقد سبق الكلام على هذه المسألة في أول الكتاب, وأمعنا الكلام هناك في قوله "وصلاحيته بلا تأويل لإخبار عنه".
وقال المصنف في الشرح: "الفاعل يكون اسمًا, وغير اسم, كقول الشاعر:
يسر المرء ما ذهب الليالي ... وكان ذهابهن له ذهابًا
وكقول الآخر:
ما ضر تغلب وائل أهجوتها أم بلت حيث تلاطم البحران"