مَا أَغْنَى عَنكُمْ} {ونَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ} {إذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًا قَالَ رَبِّ} انتهى.
وقوله" وأيضا بقاء المحكي وحذف القول نظير بقاء المفعول وحذف الفعل"
ليس نظيرا، بل هو منه لأن المحكي هو مفعول، فكان الأجود أن يقول: وإبقاء المحكي وحذف الفعل من باب بقاء المفعول وحذف الفعل.
والذى يظهر أن قول الكوفيين أرجح لأنه ليس فيه إضمار، ولأنه يكون في الفعل تكرار؛ لأنه يؤدى إلي صدور نداء وقول، ووحى وقول، ونفس النداء والدعاء والوحي هو معني القول، فقد حصل التكرار وإن لم يكن تكرار، فيلزم ما نودي به وما دعي به وما أوحي محذوفا، وأنت تري مصب النداء/ علي قوله {يَا بُنَيَّ ارْكَب}،ومصب الوحي على {لَنُهْلِكَنَّ}، ومصب الدعاء على قوله {لَئِنْ أَنجَيْتَنَا}، لا علي غيرها.
فينبغى أن يعتقد فيها أن الجمل معمولة لها إذ هي محكية بها.
وأما حيث صرح بالقول بعد هذه الأفعال وشبهها فيضطر إذ ذاك على جعل الجمل محكية بالقول.
وينبغي أن يعتقد أن تلك الأفعال معمولاتها محذوفة، وأن مصبها غير مصب القول؛ لئلا
يلزم من ذلك تكرار الفعل.
وأيضا فإن تلك الأفعال هي أخص من مطلق القول، فلا يكون القول مفسرا لها.
والذى يدل علي عدم الإضمار أن"أن" التفسيرية جاءت بعد هذه