إذا قلت أني آيب أهل بلدة حططت بها عنه الولية بالهجر

ألا ترى المعنى: إذا قدرت أو ظنت.

وزعم النحويون أن القول قد يجري مجري الظن في العمل وإن لم يضمن معناه.

واستدل علي ذلك بقول الشاعر:

قالت وكنت رجلا فطينا ... هذا-ورب البيت-إسرائينا

فليس المعني علي طننت؛ لأن هذه المرأة المخبر عنها رأت هذا الشاعر ضبا،

فقالت: هذا إسرائين؛ لأنها تعتقد في الضباب انها من مسوخ بني إسرائيل، وقولها ذلك ليس عن ظن منها، وإنما هو عن اعتقاد اعتقدته، وقطعت به.

وإلى هذا المذهب ذهب الأعلم وأبو الحسن بن خروف، واختاره صاحب البسيط.

قال ابن عصفور:" ولا حجة في ذلك الاحتمال أن يكون القول في البيت غير مجري مجري الظن في العمل، بل يكون"هذا" مبتدأ، و"إسرائين" علي تقدير مضاف محذوف، هو الخبر،

أى: مسخ إسرائين، فحذف المضاف، ولم يقم المضاف إليه مقامه في الإعراب،

على حد قراءة من قرأ {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا واللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} بخفض {الآخِرَةَ}.

وقد يمكن أن يكون أراد بـ"قالت"ظنت، وكأنها قالت"هذا إسرائين" معتقدة أن الضباب من مسوخ بني إسرائين، ولم يكن اعتقادها ذلك عن دليل قاطع-جعل ما اعتقدته من ذلك ظنا منها"انتهى.

وعلي إعمال"قالت"في الاسمين أنشد المصنف هذا البيت:

علي لغة بني سليم.

وإسرائين لغة في إسرائيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015