واحترز بقوله ولم يكن دعاء منه إذا كان دعاء, فإنه لا يفصل بينهما, مثاله {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ}.
وقد تكرر للمصنف الكلام على (أن) المخففة, فذكره هنا, وذكره في "باب إعراب الفعل وعوامله", قال في هذا الباب: "وينصب بأن ما لم تل علمًا أو ظنًا في أحد الوجهين, أو شرطية, أو مصدرة برب, أو فعل يقترن غالبًا -إن تصرف ولم يكن دعاء- بـ (قد) وحدها, أو بعد نداء, أو بـ (لو) , أو بحرف تنفيس, أو نفي", وزاد هنا "أو بعد نداء".
ونقص هنا عن ذلك "أن تكون مصدره بلا", نحو {وَاَّن لَا إِلَاهَ إِلَّا هُوَ} , وعذر المصنف في تكراره أنه لم يصل في الشرح إلى (باب إعراب الفعل) , ولو وصل إليه لأسقط هذا الذي تكرر, والله أعلم.
ولابن هشام تفصيل في دخول (أن) الخفيفة من الثقيلة على الجملة, قال: "إذا حذف اسمها كان خبرها جملة اسمية أو فعلية لا مفردًا, إن كان اسمية ففي الإثبات على حالة: علمت أن زيد قائم, وفي النفي: علمت أن ما زيد قائم, وإن كان فعلية مصدره بماض مثبت لزمه (قد): علمت أن قد قام زيد, أو منفي لزمته (ما): علمت أن ما قام زيد, أو حال مثبت لم يتغير حكمه: علمت أن يقوم زيد, أو منفي فـ (ما): علمت أن ما يقوم زيد, أو مستقل موجب لزمته السين أو سوف, أو منفي لزمته (لا) , وهذا اللزوم عوض ظهور الاسم, وقد رأى بعض النحويين أن هذا على الأكثر والأصح, ويظهر من كلام س" انتهى ملخصًا.