فهو مِمّا حُذف فيه الاسم والخبر لفهم المعنى, ولا يَجوز حذفهما معاً إلا في (إنَّ) , والتقدير: قلتُ إنَّ عَمايَ واقعٌ, وإنَّ خوفي واقعٌ, وإنَّها مَلعونةٌ وصاحبَها, وإنَّ غَدْري نافعٌ.

وهذا المذهب أولَى لأنه قد تقرر فيها أنَّها تنصب الاسم وترفع الخبر, ولم يستقر فيها أن تكون بمعنى (نَعَمْ).

فإن قلت: حَذْفُ الجملة حتى لا يبقى منها إلا حرف واحد-وهو أنَّ-إخلالٌ بِها.

فالجواب: أنّ العرب قد فعلت مثل ذلك, نحوُ قوله:

أَفِدَ التَّرَحُّلُ غيرَ أنَّ رِكابَنا ... لَمّا تَزُلْ بِرِحاِلنا, وكأنْ قَدِ

يريد: وكأنْ قد زالت, فحذف لفهم المعنى. ومن كلامهم: قارَبتُ المدينةَ ولَمّا, ومثلُه قول الشاعر:

قالتْ بَناتُ العَمّ: يا سَلْمَى وأن ... كانَ غَبِيّاً مُعْدِماً؟

قالتْ: وأن حَذَفَ فعل الشرط وجوابه لفهم المعنى, وأبقى الأداة وحدها, والتقدير: وإنْ كان غَبِيّاً مُعْدِماً تَمَنَّيتُه.

فأمّا قولُ الشاعر:

إذا قالَ صَحْبِي: إنَّك اليومَ رائحٌ ... ولم تَقْضِ منها حاجةً قلتُ: إنَّ لا

فقيل: إنَّ التقدير: إنه لا تَتِمُّ لي حاجة. وقيل: (إنَّ) بِمعنى (نَعَمْ).وكذلك ما أنشد الكسائي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015