وقول الآخر:
وقد جعلت إذا ما قمت بثقلني ثوبي، فأنهض نهض الشارب الثمل
وقول الآخر:
فخلاها حتى إذا طال ظمؤها وقد كدن لا يبقى لهن شحوم
وقول الآخر:
وجدت فؤادي كاد أن يستخفه رجيع الهوى من بعض ما يتذكر
المعنى: يكلمني، وأثقل بثوبي، ولا يبقين، وأن يخف من رجيع الهوى. وأنشد أحمد بن يحي:
فقد جعلت في حبة القلب والحشا عهاد الهوى يوفي بشوق بعيدها
ويروي: يعيدها: وهو أجود.
وفي الإفصاح: خبر أفعال المقاربة لا يكون إلا لفاعل فعل المقاربة لا لسببه، لا تقول: طفق زيد يتحدث أخوه، ولا: أنشأ عمرو ينشد ابنه؛ لأنها إنما جاءت لتدل على أن فاعلها قد تلبس بهذا الفعل، وشرع فيه لا غيره. و"جعلت يثقلني ثوبي" حمل على المعنى، فكأنه قال: أضعف عن حمل ثوبي، وأتثاقل، وأتعب بلباسه. ويدل على هذا أنه عطف على هذا الفعل ما هو له، فقال: فأنهض. وقد يكون هذا قد صح بسبب